بعد مرور عام على السابع من تشرين الأول 2023، وبداية العدوان على قطاع غزة ومن ثم لبنان، نأخذكم إلى تفاصيل ما حدث، ليس على أرض الواقع، إنما ما حدث في الفضاء الرقمي وتحديدًا على منصات التواصل الاجتماعي. 

بينما كان قطاع غزة ولبنان يتعرضان إلى عدوان غير مسبوق جاب -حتى لحظة إعداد هذا التحقق- أكثر من 151 ألف شخص بين شهيد وجريح والآلاف تحت الأنقاض والمفقودين، كان العدوان الرقمي في أوجه أيضًا، وكأن جبهة رقمية فتحت منذ بداية العدوان. 

حسابات وحملات كرست وقتها للتضليل ضد الفلسطينيين واللبنانيين بسياقات وأشكال مختلفة، فكلما تم اكتشاف أحد أساليب التضليل يُنتج أسلوب آخر. وطفت مقاطع فيديو وصور من حروب وأحداث قديمة على السطح، وألصقت بقطاع غزة ولبنان، بل واتخذت دليلًا على رواية الحسابات والحملات المضللة. 

شخصيات وجهات تم التحريض ضدها، وأُخرجت الكثير من مقاطع الفيديو والصور من سياقاتها، وجزء كبير من ما كان ينشره الفلسطينييون ككواليس مسلسل ما مثلًا، استخدم ضدهم. 

انعكس التضليل على الضفة الغربية بل على دول وأنظمة، وأنتجت التصريحات الانتحالية، وكان للذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية حضور أيضًا. 

ماذا اكتشفنا؟ وكيف تحول الفضاء الرقمي إلى جبهة قتال من نوع آخر؟ 

بلغ عدد التحققات التي أنتجها مرصد كاشف “749 تحققًا” منذ السابع تشرين الأول 2023 حتى الثلاثين من أيلول 2024، ولم يقتصر عمل فريق المرصد على التحقق من الادعاءات ومقاطع الفيديو والصور وإيضاح حقيقتها للجمهور، بل تتبع الفريق آليات عمل التضليل وسياقاته. 

أولاً: أبرز سياقات التضليل: 

السياق الأول: إخراج مقاطع الفيديو والصور عن سياقتها

تركز جزء كبير من التضليل خلال العدوان على مجموعة محددة من المضامين الحساسة والخطيرة التي حاولت شرعنة قتل الفلسطيني، ومنح جيش الاحتلال الإسرائيلي المبرر ليرتكب ما يريد من جرائم وإبادة جماعية. 

أخرجت الحسابات والحملات المضللة مجموعة كبيرة من مقاطع فيديو والصور من سياقاتها، ونسبت مقاطع فيديو وصور قديمة أو من دول ومناطق مختلفة إلى قطاع غزة كدليل على تزييف الفلسطينيين للشهداء والإصابات. بل ذهبت هذه الحسابات والحملات بعيدًا، فاتجهت إلى تداول مقاطع فيديو وصور لشهداء ومصابين نشرتها مجموعة من وسائل الإعلام الموثوقة ونشطاء وصحفيون من قطاع غزة، واتهمت الشهداء والمصابين بالتمثيل دون وجود أي دليل حقيقي. 

كما لجأت إلى كواليس المسلسلات والأعمال التضامنية والفنية الفلسطينية وغير الفلسطينية، القديمة والحديثة، لتستخدمها في اتهام الفلسطينيين بتزييف المشاهد التي ينشروها عن ما يحدث في قطاع غزة، مستدلين مثلًا بظهور كاميرا التصوير في الفيديو أو بابتسامة ممثل على وجهه مكياج سينمائي

ومقاطع الفيديو التي تعيد الحسابات والحملات المضللة تداولها – خارج سياقها – يكون الممثلون غالبًا قد نشروها عبر حساباتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، مع التوضيح أن المقاطع عبارة عن كواليس لمسلسل أو عمل ما. 

ومن أبرز المسلسلات التي استخدمت الحسابات كواليسها في التضليل هي مسلسل ميلاد الفجر، ومسلسل نزيف التراب الفلسطينيين، إلى جانب أعمال فنية وتضامنية مختلفة. 

وتجلى الاتهام بالتزييف في حملة Pallywood وهي حملة ضخمة كثفت حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي نشر محتوى ضمنها منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023.

وظهر مصطلح “Pallywood” في الانتفاضة الثانية عام 2000 بعد استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، ومحاولة التنصل من حقيقة قتله بشكل متعمد من قبل الاحتلال وهو يحتمي بوالده. 

وهو اختصار لكلمتين، هما: “Palestine” و “Hollywood” ويشير إلى أن الفلسطينيين يقومون بتمثيل المشاهد التي تظهر اعتداء الاحتلال الإسرائيلي عليهم وتحديدًا في قطاع غزة، ويزيفون الإصابات والشهداء من أجل كسب تعاطف دولي.

تنشر هذه الحسابات صورًا ومقاطع فيديو خارجة عن سياقها وقد تكون قديمة وليست من فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص كون الصور ومقاطع الفيديو تنسب لقطاع غزة بشكل أكبر بعد السابع من تشرين الأول الماضي.

وبلغ وصول حملة “Pallywood” في الفضاء الرقمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير إلى 180.9 مليون مستخدم، و107 آلاف تفاعل، و63 ألف إعجاب، و35.7 ألف مشاركة، و18.9 ذكر. 

لم يسلم الأطفال في قطاع غزة من موجة التضليل ضد الفلسطينيين، بل يمكن اعتبارهم من أبرز أهدافها. فقد نشرت الحسابات والحملات المضللة مقاطع فيديو وصورًا أُخرجت من سياقاتها واستخدمت في اتهام الأطفال. 

أ) اتهام أطفال غزة بالتمثيل وتزييف إصاباتهم وقتلهم، من خلال مجموعة من الأساليب: 

  • استخدام مقاطع فيديو من كواليس أعمال فنية وأعمال مصورة كإعلان شركة وجلسة تصوير ومشهد تضامني يظهر فيها مجموعة من الأطفال مع اتهامهم بالتمثيل من أجل تضليل الرأي العام وكسب تعاطف دولي. 
  • تداول مقاطع فيديو وصور قديمة قبل السابع من تشرين الأول 2023 لأطفال ليسوا من قطاع غزة ادعت الحسابات المضللة أنهم من قطاع غزة واتهمتهم بالتمثيل. 
  • نشر مقاطع فيديو حقيقة لأطفال من قطاع غزة مع الادعاء أنها تمثيلية وغير صحيحة. 

ب) اتهام الأطفال الشهداء في غزة بأنهم دمى. 

أعادت الحسابات المضللة نشر مقاطع فيديو توثق لحظة توديع عائلات من قطاع غزة لأطفالهم الذين استشهدوا جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدعي أن الأطفال الشهداء الذين يظهرون في مقاطع الفيديو ليسوا إلا دمى يستخدمها الفلسطينيون في القطاع. 

ت) اتهام أطفال قطاع غزة بحمل واستخدام الأسلحة، واتهام أهالي القطاع بتعليم أطفالهم على استخدامها.

اتبع هذا الأسلوب من قبل حساب “GazaEducation” على منصة “X” والموقوف حاليًا لحظة إعداد هذا التقرير، حيث كان ينشر مقاطع فيديو وصورًا قديمة لأطفال ليسوا من قطاع غزة محاطين بالأسلحة أو يستخدمونها، كما ويعيد نشر مقاطع فيديو لأطفال يحملون ألعابًا على شكل أسلحة أو يلقون الحجارة. إضافة إلى ذلك، ينشر الحساب مقاطع فيديو لأطفال ملثمين أو يرتدون الكوفية الفلسطينية، ويدعي أن ما ينشره يظهر نوع التعليم الذي يتلقاه الأطفال في غزة.

ث) اتهام أطفال غزة بتزييف إصاباتهم وأمراضهم.

تنشر الحسابات المضللة مقاطع فيديو لأطفال مصابين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي وتدعي أن الأطفال يقومون بالتمثيل ولم يتعرضوا لأي إصابة، كما وتنشر صورًا لأطفال مرضى تردت حالتهم الصحية التي وصلت في حالة الطفل يزن كفارنة إلى استشهاده بسبب التجويع ومنع الاحتلال دخول الدواء إلى قطاع غزة إلا أن الحسابات تنفي أن يكون العدوان هو السبب وراء استشهاد الأطفال أو تردي حالتهم الصحية بل وتدعي أن الأطفال ليسوا من قطاع غزة من الأساس. 

حاولت حسابات مضللة أن تظهر الفلسطينيين في الضفة الغربية بصورة غير المهتمين بالعدوان على قطاع غزة، بل على العكس تمامًا، فهم يقيمون الاحتفالات بالتزامن مع ما يحدث في القطاع وفقًا لادعاءات الحسابات. 

ومن الأمثلة على ذلك: 

  • مقطع فيديو لشبان وشابات يرقصون داخل مقهى في لندن مع الادعاء أنه لحتفال في ملهى ليلي في الضفة الغربية. 
  • مقطع فيديو قديم تظهر فيه الفنانة ليان بزلميط في حفل للفنانة الأردنية نداء شرارة مع الادعاء أنه خلال العدوان على قطاع غزة. 
  • مقطع فيديو قديم يعلن فيه الفنان الفلسطيني أمير دندن إقامة حفل رأس السنة الميلادية مع الادعاء أنه خلال العدوان على قطاع غزة. 
  • مقطع فيديو قديم لإضاءة شجرة الميلاد أمام مبنى بلدية رام الله مع الادعاء أنه خلال العدوان على قطاع غزة. 

ربطت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو مع الأدعاء أنها خلال العدوان الحالي على قطاع غزة ولبنان، ولكنها قديمة أو لا علاقة لها بفلسطين أو لبنان. وينتشر هذا النوع من المحتوى بهدف استعطاف المشاهدين وزيادة التفاعل على منصات الناشرين الخاصة أو البعض ينشرها بنية التعاطف دون التحقق منها. 

أ) أمثلة لصور ومقاطع فيديو نُسبت إلى قطاع غزة: 

ب) أمثلة لصور ومقاطع فيديو نُسبت إلى لبنان: 

  • مقطع فيديو قديم لانفجار سيارة في موسكو مع الادعاء أنه في لبنان من حادثة انفجار أجهزة البيجر.
  • صورة قديمة انتشرت عام 2010 لانفجار حاسوب محمول مع الادعاء أنها من حادثة انفجار الأجهزة اللاسلكية وأجهزة البيجر في لبنان. 
  • صورة قديمة انتشرت عام 2021 لانفجار هاتف آيفون مع الادعاء أنها من حادثة انفجار الأجهزة اللاسلكية في لبنان. 
  • مقاطع فيديو قديمة مع الادعاء أنه توثق إيقاع جيش الاحتلال في كمائن حزب الله في لبنان. 

السياق الثاني: تأثير العدوان على دولة الاحتلال

بالتزامن مع الأحداث الضخمة والاستهدافات التي يتعرض لها الاحتلال خلال العدوان، تبدأ حسابات على منصات التواصل الاجتماعي بتداول مقاطع فيديو وصور على أنها حقيقة وتغطي الحدث، محاولة من خلالها إظهار حجم الضربات التي يتعرض لها الاحتلال. 

ومن خلال تتبع مرصد كاشف للصور ومقاطع الفيديو التي تُنشر، تبين أن عددًا كبيرًا منها يكون قديمًا أو ليس مرتبطًا بالحدث الذي نسبت إليه. 

أخذ هذا السياق منحى تصاعديًا بداية عملية “طوفان الأقصى”، وبالتزامن مع الاستهدافات والأحداث الضخمة التي لحقت بالاحتلال، وبداية التصعيد والعملية البرية على لبنان، واستهداف طهران لدولة الاحتلال، واستهدافات الحوثيين، وتنفيذ العمليات

فانتشرت صور ومقاطع فيديو غير صحيحة على أنها تعود لـ : 

السياق الثالث: النقل عن الإعلام العبري

تنشر حسابات على منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من المعلومات وتدعي أن مصدرها هو وسائل الإعلام والمواقع العبرية. وتنسب المعلومات المتداولة للإعلام العبري بشكل عام أو بتحديد وسيلة إعلام معينة كالقناة 12، ويديعوت أحرونوت. وتتعلق هذه المعلومات: 

السياق الرابع: ربط طرف خارجي بالأحداث الدائرة في غزة

كان لكل من مصر وقطر وإيران الحضور الأكبر في هذا السياق، حيث انتشرت معلومات وصور ومقاطع فيديو مضللة وخارجة عن سياقها تتعلق بأدوار هذه الدول وتصريحات مسؤوليها حول العدوان على قطاع غزة. 

في المقابل، انتشرت معلومات وصور ومقاطع فيديو تدعي توجه بدو مصر لنصرة غزة، وظهور الرئيس المصري بالبدلة العسكرية تمهيدًا للحرب مع دولة الاحتلال، ودخول المخابرات المصرية إلى قطاع غزة برفقة المساعدات، وغيرها. 

السياق الخامس: الوضع العام في الضفة الغربية

أخذت المعلومات المضللة المتعلقة بالضفة الغربية أشكالًا ومجالات مختلفة، منها ما برز انعكاسًا للعدوان على قطاع غزة، والجزء الآخر يتعلق بالحياة اليومية للمواطنين. كان من أهمها ما يلي: 

ثانياً: التضليل والتحريض ضد الشخصيات

لم يقتصر التضليل خلال العدوان على قطاع غزة ولبنان على الأحداث بل امتد إلى الشخصيات، فانتشرت المعلومات المضللة، والحسابات الانتحالية، والتحريض بحق شخصيات بعينها، نعرض لكم أبرزها: 

  1. الناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي: 

خلال تغطيته للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شنت وسائل الإعلام العبرية وحسابات “إسرائيلية” وأخرى داعمة للاحتلال الإسرائيلي حملة ضد صالح الجعفراوي على منصات التواصل الاجتماعي تشكك بمصداقيته وتدعي تزييفه للحقائق

تدعي هذه الحسابات أن الجعفراوي يزيف الحقائق وأنه ممثل محترف وأنه يقوم بالعديد من الأدوار فهو طبيب ومريض وجليس أطفال ومغني وغيرها على حد قول هذه الحسابات.

أطلقت الحسابات عليه لقب “Mr.FAFO” والتي تعني باللغة الإنجليزية “Fuck Around and  Find Out”.

  1. الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة: 

ادعت حسابات أن الصحفي معتز عزايزة لم يعد يكترث بما يحدث في القطاع بمجرد مغادرته له، واستدلت بمقطع فيديو قديم لعزايزة من متحف القوات الجوية المصرية ادعت أنه بعد مغادرته للقطاع. 

كما ونشرت مقطع فيديو لمجموعة من الأشخاص يحتفلون بتأهل المنتخب الفلسطيني إلى دور الـ 16 من كأس آسيا 2023، وادعت أن عزايزة من ضمنهم

  1. الصحفي وائل الدحدوح: 

شككت حسابات بإصابة الصحفي وائل الدحدوح وباستشهاد ابنته إضافة إلى نشر ادعاءات تتعلق بتعيينه مؤذنًا في قطر وتقديمه استقالته من قناة الجزيرة

  1. رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار: 

ظهور يحيى السنوار وخروجه من الأنفاق كان من أبرز المعلومات المضللة التي تتعلق به، إضافة إلى تصريحات انتحالية أو قديمة نُسب إليه خلال العدوان. 

كما نشرت حسابات مقطع فيديو لغزيين يوجهون رسائل غاضبة وشتائم بحق المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي مع الادعاء أنهم يوجهونها بحق يحيى السنوار.

  1. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس اسماعيل هنية:

شككت حسابات باستشهاد أبنائه، بالإضافة إلى نشر مقطع فيديو قديم له على أنها لتجوله في قطر دون اكتراثه بالعدوان على قطاع غزة. وانتشرت معلومات تدعي تبرعه بمليون دولار لحزب الله

كما وانتشرت ادعاءات تتعلق باغتياله مقاطع فيديو من مكان اغتياله، ورفض قطر إقامة جنازة له، ودفنه في أراضيها. 

  1. الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله. 

انتشرت مقاطع فيديو مجتزأة من خطابات قديمة لحسن نصر الله، وانتشرت صورة خاضعة للتلاعب تدعي مشاهدة رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لأحد خطابات نصر الله. 

فيما يتعلق باغتياله، انتشرت معلومات ادعت أن نصر الله على قيد الحياة. في المقابل تداولت حسابات مقاطع فيديو قديمة مع الادعاء أنها توثق الاحتفالات باغتياله، إضافة إلى صورة لطيارة على أنها من قامت باستهدافه

  1. اللواء فايز الدويري: 

انتشرت معلومات تدعي وفاة المحلل العسكري في قناة الجزيرة اللواء فايز الدويري، إضافة إلى تلقي عائلته رسالة من الديوان الملكي الأردني تفيد بطلب مغادرته دولة قطر والعودة إلى الأراضي الأردنية، إلى جانب تداول مقطع فيديو خارج عن سياقه ومجتزأ من إحدى مقابلات اللواء الدويري يتهمه بازدواجية التحليل، كما ونُسب إليه تصريح انتحالي حول عملية “معبر الكرامة“. 

في ذات السياق، انتشرت تصريحات انتحالية نُسبت لكل من رئيس حكومة تسيير الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادي في حركة فتح عزام الأحمد، والقياديين في حركة حماس أسامة حمدان ومحمود الزهار

وأنشئت مجموعة من الحسابات الانتحالية نسبت لنجلات رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس اسماعيل هنية، ونجلة نائب رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس صالح العاروري، والصحفيين  وائل الدحدوح ومعتز عزايزة أحمد حجازي، والصحفية بلستيا العقاد

ثالثا: أبرز الحسابات المضللة

رابعاً: الذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية

منذ السابع من تشرين الأول عام 2023 وبداية العدوان على قطاع غزة ولبنان، انتشرت مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو المولدة عبر الذكاء الاصطناعي، منها ما استخدم في إطار التضليل ومنها في سياق التعاطف والتضامن والتأثير، وعلى إثر ذلك أنتج مرصد كاشف تقريرًا يحمل عناون “من التضليل إلى التضامن: كيف أثرت صور الذكاء الاصطناعي خلال العدوان على قطاع غزة “.

في حين نشرت حسابات مقاطع فيديو من ألعاب إلكترونية على أنها حقيقية من الاشتباكات في قطاع غزة. 

  • كما واستخدمت صور تعبيرية من إنتاج الذكاء الاصطناعي من أجل التضامن أو إيصال رسائل حول معاناة أهل قطاع غزة خلال العدوان كصورة لعائلة تتناول الطعام وسط الركام. وصورة All Eyes On Rafah التي وصل عدد المشاركين لها عبر قصة انستغرام أكثر من 50 مليون مشارك من بينهم العديد من المشاهير من مختلف دول العالم.
  • في المقابل استخدم الصحفي إيدي كوهين الذكاء الاصطناعي لتقديم رواية معينة عن الحرب والقتال، فنشر صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي على أنها لمبنى مقصوف في غزة على شكل “شمعدان الحانوكا”

خامساً: تقارير أعدها المرصد خلال العام الماضي

للتضليل أشكال وسياقات متنوعة، تؤثر جميعها سلبًا على الجمهور فإما أن تدفعه إلى سلوك ما أو تفرض عليه شعور معين. ويستطيع التضليل أيضًا أن يبني صورًا انطباعية خطيرة تجاه شخص أو جهة أو جماعة أو حتى شعب بأكمله يتبناها من تعرض لها دون تدقيق. 

وتعتبر الحروب والأزمات التربة الخصبة للتضليل، فمن جهة يتعطش المتلقي إلى المعلومة، ومن جهة أخرى تفيض المعلومات بسرعة دون تحقق من صحتها. 

“ليس كل ما ينشر صحيحًا”، نقطة يجب أن ننطلق منها، وندرك أنه في معظم الحالات لا يفصلنا سوى دقائق قليلة من البحث لنتأكد من صحة ما نتلقاه. 

شاركها.
Chat Icon