منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023، تحقق مرصد كاشف من 283 شائعة ومعلومة مضللة. نستعرض لكم في هذا التقرير طبيعة المحتوى الذي تضمنته أبرز المواضيع التي تضمنها التضليل خلال المئة يوم الأولى من العدوان:
أولاً: اتهام الفلسطينيين بتزييف الإصابات والشهداء:
بلغت الشائعات التي تتهم الفلسطينيين بتزييف الإصابات والشهداء ذروتها مع انتشار حملة Pallywood، حيث نشر مستخدمون مقاطع فيديو وصور قديمة ومن مناطق أخرى لا علاقة لها بقطاع غزة على أنها دليل على تزييف الفلسطينيين للإصابات والشهداء.
من الأمثلة على هذه الشائعات المعلومات المضللة أن حسابات عالمية تداولت مقطع فيديو لجريح من طولكرم مع الادعاء أنه للناشط صالح الجعفراوي وهو يمثل الإصابة من قطاع غزة. كما ولقبت الحسابات الناشطة في حملة Pallywood الناشط الجعفراوي فيما بعد بـ Mr.FAFO.
كما وتداولت حسابات مقطع فيديو قديم لجنازة وهمية في الأردن في فترة انتشار وباء كورونا خلال العدوان على قطاع غزة مع الادعاء أن جنازات شهداء فلسطين مزيفة.
ونشرت الحسابات أيضًا مقطع فيديو قديم يتحدث عن الخدع السينمائية في غزة مع الادعاء أنه يعود لتزييف الفلسطينيين لإصاباتهم في العدوان على القطاع.
إضافة إلى ذلك، اتهمت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي الأسير المحرر محمد نزال بتزييف إصابته ولكن مرصد كاشف استطاع تفنيد هذا الاتهام والتأكد من إصابة نزال نتيجة تعرضه للضرب من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي في السجن، واستطاع المرصد الوصول إلى تقارير طبية وصور أشعة تثبت ذلك.
حاولت حسابات “إسرائيلية” وأخرى داعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي التشكيك بمجموعة من مقاطع الفيديو والصور الحقيقية من قطاع غزة، واستطاع مرصد كاشف إثبات صحتها بالأدلة، منها:
- صورة لدفن 111 شهيدا في مقبرة جماعية بخانيونس جنوب قطاع غزة بعد قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بسحب جثامينهم خلال اقتحامه مستشفى الشفاء. ادعت الحسابات أن الصورة مأخوذة من افريقيا.
- فيديو حقيقي للجد (الذي اشتهر بمصطلح “روح الروح”) يقبل حفيدته الشهيدة في غزة أعيد نشره مع الادعاء أن الطفلة الشهيدة هي دمية.
- فيديو لتغطية حقيقية قام بها الصحفيان أحمد حجازي وصالح الجعفراوي لقصف الاحتلال الإسرائيلي للعيادة الخارجية لمستشفى الشفاء أعيد نشره على أنه مزيف.
- مقطع فيديو حقيقي للصحفي وائل الدحدوح وهو على سرير المستشفى ويتلقى العلاج بعد استهدافه رفقة زميله سامر أبو دقة الذي استشهد لاحقًا أعيد نشره مع الادعاء أنه مزيف.
- فيديو من كواليس عمل للممثل المغربي كريم دونيازال يعاد نشره على أنه لتزييف الفلسطينيين في غزة لإصاباتهم.
- نشرت مغنية إسرائيلية مقطع فيديو ساخر يحتوى على عدة مقاطع تتهم الفلسطينيين بتزييف الشهداء. تحقق مرصد كاشف من كافة الادعاءات التي تضمنها الفيديو واستطاع تفنيدها وإثبات عدم صحتها.
ثانيًا: نقل عن الإعلام العبري:
نشرت حسابات مجموعة من المعلومات الملفقة والمضللة على أنها نقلت عن الإعلام العبري والتي تحقق مرصد كاشف من وجودها في وسائل الإعلام والمواقع العبري ولم يجد ذكرًا لها من الأساس، منها:
- إعلام العدو: حماس ابلغت المصريين عثورها على 8 اسرى صهاينة جدد.
- معلومة انتشر في 4\12\2023، جاء فيها: القناة 12 العبرية نقلا عن الخبير العسكري برهام مائير خلال 24ساعة الماضية تم تدمير 25 اليه ودبابة اسرائيلية ومقتل 75 جندي وهي خسارة كبيرة جدا لم تتعرض لها اسرائيل في تاريخها.
- إعلام العدو: الحديث يدور عن مكالمة هاتفية صعبة بين نتنياهو وجو بايدن حيث طالبه الأخير بوقف الحرب خلال 72 ساعة ونتنياهو يطلب عدة أيام أخرى.
- الاعلام العبري مقتل قائد المدرعات في قوات جيش الدفاع الجنرال هندان يوناتان ابن شقيق بنيامين نتنياهو برصاص قناص في معركة غزة.
ثالثًا: ربط طرف خارجي بالأحداث الدائرة في غزة:
ومن الأمثلة على هذا الجانب نشر ترجمة خاطئة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه يقول أنه سيقف مع الفلسطينيين في الحرب بشكل علني إذا دخلت أمريكا الحرب، ولكن تبين بعد التحقق من الفيديو أنه قديم قبل السابع من تشرين الأول وأن الترجمة خاطئة حيث كان بوتين يتحدث عن التهديد المتزايد للحرب النووية.
إضافة إلى ذلك، انتشرت معلومات تدعي تلويح قطر بوقف إمدادات الغاز عن العالم إن لم يتوقف القصف على غزة، ولكن الحقيقة أن هذه المعلومات ملفقة ولا أساس لها من الصحة.
في ذات السياق، انتشرت معلومات تدعي إطلاق صاروخ من الأردن تجاه فلسطين المحتلة، في المقابل وجد مرصد كاشف أن هذه المعلومات مضللة لا أساس لها من الصحة.
رابعًا: ادعاءات تتعلق بالقدس والضفة الغربية:
ومثال هذه الشائعات هي المعلومات غير الصحيحة التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي وادعت إغلاق جميع مداخل المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ومنع دخول أي شخص لأداء الصلاة فيه.
كما وانتشرت معلومات تدعي اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا من جنين في السجن على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي. تحقق مرصد كاشف من صحة هذه المعلومات ووجد أنها ملفقة ولا أساس لها من الصحة.
تداول مستخدمون مقطع فيديو لحفل راقص على أنه في رام الله خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن الحقيقة أن الفيديو قديم ويعود إلى لندن.
انتشر مقطع فيديو لإضاءة شجرة الميلاد أمام بلدية رام الله على أنه يعود لهذا العام أثناء العدوان الحالي على قطاع غزة. تحقق مرصد كاشف من الفيديو ووجد أنه قديم يعود لعام 2019. كما أعلنت بلدية رام الله عن عدم إضاءة شجرة الميلاد هذا العام وعدم وجودها أصلًا واستبدلت بغرفة مهدمة تعبيرًا عن الحزن في زمن الميلاد جراء العدوان الحالي على قطاع غزة.
نشر حسابات مقطع فيديو يظهر الفنان الفلسطيني أمير دندن وهو يعلن عن إقامة حفل رأس السنة الميلادية في فندق الملينيوم برام الله بتاريخ 31-12 على أنه حديث خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. الحقيقة أن الفيديو قديم من عام 2023، وكان دندن قد ألغى جميع الحفلات منذ شهر تشرين الأول الماضي ولم يحيي حفل رأس السنة الميلادية لعام 2024.
انتشر مقطع فيديو تظهر فيه الفنانة ليان بزلميط في حفل للفنانة الأردنية نداء شرارة على أنه حديث خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. الحقيقة أن الفيديو قديم يعود لمساء الأحد 23.7.2023 قبل العدوان الحالي على قطاع غزة.
خامسًا: مشاهد ومعلومات خاطئة تنشر على أنها من غزة:
تداولت حسابات صورة لطفلة تبكي وتحمل كتابها المدرسي على أنها تعود للعدوان الحالي على قطاع غزة ولكن الحقيقة أن الصورة تعود لطفلة من شمال غزة نجت من قصف منزلها خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة عام 2014.
كما ونشر مستخدمون لمنصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لصحفيين بجانب صواريخ مع الادعاء أنهم صحفيون فلسطينيون في غزة لتبرير استهداف الصحفيين الفلسطينيين، ولكن الحقيقة أن الفيديو قديم يعود إلى سوريا وليس غزة.
انتشر مقطع فيديو تظهر فيه طفلتان تتحدثان عن ظروفهن الصعبة في البرد مع الادعاء أنه من غزة ولكن الحقيقة أن الفيديو يعود إلى سوريا.
نشرت حسابات مقطع فيديو على أنه لطفل فلسطيني يأكل العشب، في المقابل وجد مرصد كاشف أن الفيديو قديم تم تداوله قبل السابع من تشرين الأول 2023.
انتشر مقطع فيديو لتهريب الكعك عبر فتحة في جدار على أنه لمراهق مصري أحدث ثغرة في الجدار الحدودي بين مصر وغزة لإيصال الخبز لسكان غزة، ولكن الحقيقة أن المقطع من الفيلم الوثائقي “متسللون” من إنتاج عام 2012.
سادسًا: تحريض ضد حركة حماس:
نشرت حسابات مقطع فيديو لأطفال داخل قفص مع الادعاء أنهم أطفال “إسرائيليون” اختطفتهم حماس ووضعتهم في قفص خلال عملية طوفان الأقصى لكن بالتدقيق في حقيقة الفيديو تبين أنه انتشر قبل عملية طوفان الأقصى من قبل شاب وهو يعود لأقربائه الأطفال.
كما ونشرت وسائل إعلامية عبرية وعالمية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاء حول قيام عناصر من كتائب القسام التابعة لحركة حماس بقطع رؤوس 40 طفلًا في كيبوتس “إسرائيلي”. استطاع مرصد كاشف تفنيد هذا الادعاء وأثبت أنه ملفق لا أساس له من الصحة.
في ذات السياق انتشرت معلومات مضللة وعارية عن الصحة تدعي قيام كتائب القسام بتشريح جسد إمرأة حامل في جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأنه تم شق بطنها وأخرجوا الجنين بالحبل السري ليموت الجنين ببطء خارج رحم أمه.
إضافة إلى ما سبق، انتشر مقطع فيديو لسيدة من غزة تتحدث عن معاناتها وهي تحاول إحضار جثة ابنها من منطقة يحاصرها جيش الاحتلال الإسرائيلي ولكن المقطع أرفق بترجمة مضللة باللغة الإنجليزية تدعي أن السيدة قالت إن حماس كانت تطلق النار عليهم (أهل غزة) كل يوم، وحبستهم لمدة 30 يوم ومنعتهم من الهروب.
كما وانتشر مقطع فيديو ملفق لفتاة تدعي أنها ممرضة في مستشفى الشفاء وأن حماس سيطرت عليه.
وانتشر مقطع فيديو يظهر فيه مسلحين على ظهر شاحنات المساعدات الإنسانية في غزة على أنهم من حماس ويستولون على هذه الشاحنات، ولكن الحقيقة أن المسلحين هم عناصر أمن تابعة للشرطة تعمل على تأمين المساعدات وليس السيطرة عليها.
سابعًا: التفاخر بإنجازات لا أساس لها للمقاومة في غزة:
تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور على أنها لجنود وضباط أسروا في قطاع غزة ليتبين لاحقًا أن الأشخاص الذين في الصور من دول أخرى ولا علاقة لهم بالأحداث الجارية في قطاع غزة وليسوا جنودًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت حسابات مقاطع فيديو وصور لتدمير دبابات مع الادعاء أنها في قطاع غزة ولكن تبين أنها قديمة وتعود لمناطق ودول أخرى.
كما وانتشرت سلسلة من المعلومات التي تدعي مقتل مجموعة من المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي كمقتل ما سُمي بالعقل المدبر لتدمير الأنفاق في غزة الجنرال “يدنوف عالون” ولكن في البحث عن حقيقة هذه المعلومات تبين أنها ملفقة لا أساس لها من صحة ولا يوجد جنرال يدعى “يدنوف عالون” في الأصل.
في سياق متصل، انشرت مجموعة من الفيديوهات القديمة صورت في أنفاق في مناطق ودول مختلفة حول العالم ولا علاقة لها بقطاع غزة ولكن تم تداولها على أنها أنفاق تتبع للمقاومة الفلسطينية في القطاع.
ثامنًا: تصريحات سياسيين ومسؤولين:
كالتصريح الذي نسب لمدير مستشفى الاتحاد الدكتور ماجد أبو جيش حول إعلام الاحتلال الإسرائيلي لمستشفيات في الضفة الغربية بأنه سيقوم باجتياح وإغلاق الضفة لمدة 3 شهور ولكن الحقيقة أن التصريح انتحالي لا أساس له من الصحة.
كما انتشر تصريح انتحالي لا أساس له على لسان عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار بعد الإفراج عن الأسير المحرر إسراء جعابيص، جاء فيه: “كان بإمكان إسراء الجعابيص أن ترفض الخروج في الصفقة وتطلب استكمال محكوميتها ولقامت المقاومة بتحرير أسيرة غيرها”.
تاسعًا: انعكاسات العدوان على الشأن الداخلي في دولة الاحتلال الإسرائيلي:
نشرت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي صورة منسوبة لإقامة مخيم للنازحين الإسرائيلين،. تحقق مرصد كاشف من صحتها ووجد أنها “مفبركة “.
كما وتداول مستخدمون مقطع فيديو لمراسلة قناة الغد تغطي فيه خبر نقل رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى المستشفى، تبين بعد التحقق أن الفيديو قديم قبل السابع من تشرين الأول 2023.