أحداث متسارعة شهدتها سوريا خلال 12 يومًا كانت حصيلتها إسقاط الرئيس السوري السابق بشار الأسد ونظامه الذي استمر 24 سنة. منذ أن بدأت عملية “ردع العدوان” التي أعلنت عنها فصائل المعارضة السورية في 27.11.2024 ومع سيطرة الفصائل على محافظة تلو الأخرى، انتهاءً بالسيطرة على العاصمة دمشق، وإعلان إسقاط حكم بشار الأسد بتاريخ 8.12.2024، اتجهت الأنظار في كل تقدم نحو السجون وعلى رأسها سجن صيدنايا في ريف العاصمة.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي أيضًا سرعة وكثافة في نشر المشاهد التي توثق الأحداث في الميدان، تحديدًا تلك التي توثق لقاء المعتقلين المحررين مع عائلاتهم، ومقاطع فيديو للحظة تحرير المعتقلين من السجون، إلا أن جزءًا منها يعود لأسرى فلسطينيين ورُبطت بشكل خاطئ بالمشاهد في سوريا. في هذا التقرير يستعرض مرصد كاشف حقيقة أبرز الفيديوهات التي تم تداولها:
أولًا: انتشار فيديو للإفراج عن أسيرتين فلسطينيتين مع الادعاء أنه في سوريا
نشرت ديما موصلي على حسابها على منصة انستغرام dimamousseli مجموعة من مقاطع الفيديو ومنها مقطع فيديو للقاء فتاتين بعائلتهما مع الادعاء أن الفيديو من سوريا، حيث أرفق المقطع بالنص التالي: “مبروك علينا سوريا اللي رجعت بايدين الأبطال..الثوار الأحرار اللي دفعوا تمن حريتنا غالي…دمكن ما راح على الفاضي..أنتوا كتبتوا التاريخ و نحنا رح نكتب المستقبل”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الفيديو من خلال البحث بواسطة أداة “Google Image” ووجد أنه قديم وربط بشكل خاطئ بالمعتقلات السوريات اللواتي تم تحريرهن من السجون، فالفيديو يظهر لحظة الإفراج عن الأسيرتين الفلسطينيتين ليان كايد وليان ناصر من سجون الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 5\12\2024.
حيث نشر الصحفي محمد عابد من مدينة جنين مقطع الفيديو على حسابه في منصة الانستغرام بتاريخ 5\12\2024 وأوضح أن الفيديو يعود: “لاستقبال الأسيرتين ليان كايد وليان ناصر على حاجز الجلمة مساء اليوم”.
كما ونشرت وكالة قدس الإخبارية على منصة اليوتيوب مقطع فيديو لذات الحدث من زاوية أخرى بتاريخ 5\12\2024 مرفقًا بعنوان: “لحظة استقبال الأسيرتين المحررتين ليان كايد وليان ناصر على حاجز الجلمة قرب جنين”.
ثانيًا: انتشار فيديو للأسير الفلسطيني عثمان زيادة على أنه لأسير سوري
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه لحظة لقاء عائلة بنجلها مع الادعاء أن الفيديو يعود للقاء أسير محرر من السجون السورية مع عائلته، حيث أرفق المقطع بالنص التالي: “والله العظيم اليوم كأنه عيد والحمدالله على سلامتكم والحمدالله على النصر والله يعوضكم وترجع روح وجمال بلدكم سوريا”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الفيديو من خلال البحث بواسطة أداة “Google Image” ووجد أن الفيديو قديم وربط بشكل خاطئ بالمعتقلين السوريين، فالفيديو يظهر لحظة الافراج عن الأسير الفلسطيني عثمان زيادة من سجون الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 28/1/2018.
حيث نشرت وكالة وطن للأنباء على منصة الفيسبوك مقطع الفيديو بتاريخ 28/1/2018 مرفقًا بالوصف التالي: “لحظة مؤثرة أثناء استقبال والدة الأسير عثمان زيادة لإبنها بعد الإفراج عنه، علمًا أن الأسير من بلدة بيتللو قضاء رام الله وقضى 12 عامًا في سجون الاحتلال”.
كما ونشرت صحيفة القدس على منصة الفيسبوك مقطع الفيديو ذاته بتاريخ 28/1/2018 مرفقًا بالوصف التالي: “لحظة لقاء والدة الأسير عثمان زيادة ابنها بعد 12 عام قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي”.
ثالثًا: انتشار مقطع فيديو قديم لأسير فلسطيني محرر خلال زيارته لقبري ابنيه على أنه من سوريا
نشرت حسابات على منصة “X” مقطع فيديو يظهر زيارة رجل لمقبرة مع الادعاء أنه يعود لأسير تحرر من سجن صيدنايا في سوريا يزور قبور أبنائه الذين قتلوا أثناء الثورة السورية حيث ارفق الفيديو بالنص التالي: “معتقل سياسي سوري قضى 30 سنة في سجون حزب البعث السوري خرج بعد تحرير سجن صيدنايا و ذهب إلى قبور أبناءه الذين قتلوا أثناء الثورة من قبل جيش النظام”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الفيديو من خلال البحث بواسطة أداة “Google Image” ووجد أنه قديم ورُبط بشكل خاطئ بالمعتقلين السوريين، فالفيديو يعود للأسير الفلسطيني سامي غنيم من بلدة برقين قضاء جنين أثناء زيارته لقبري ابنيه الشهيدين بتاريخ 14/11/2024.
حيث نشرت وكالة قدس الإخبارية على منصة انستغرام مقطع الفيديو بتاريخ 14/11/2024 وأوضحت أنه يوثق زيارة الأسير المحرر سامي غنيم لقبري ابنيه الشهيدين في بلدة برقين غرب جنين.
كما ونشر الصحفي عبادة طحاينة مقطع فيديو لذات الحدث من زاوية أخرى بتاريخ 14/11/2024 وأوضح أنه للأسير المحرر سامي غنيم بعد عامين من الاعتقال خلال زيارته لقبري ابنيه محمد ونور غنيم من بلدة برقين غرب جنين الذين استشهدا أثناء فترة اعتقاله.
رابعًا: انتشار فيديو للأسيرة الفلسطينية رشا حرز الله على أنه لأسيرة سورية
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر فتاة تعانق والدها مع الادعاء أنها صحفية سورية بعد تحررها من السجن في سوريا. حيث أرفق المقطع بالنص التالي: “بعد تحرير سجون الطاغية بشار الأسد على أيدي ابطال سوريا الثوار، الصحفية السورية رشا تتحرر وتتنفس الحرية من سجون الأسد المجـرم بعد إعتقال لمدة أكثر من 3 سنوات”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الفيديو من خلال البحث بواسطة أداة “Google Images” ووجد أنه رُبط بشكل خاطئ بالمعتقلين السوريين. فالفيديو يظهر لحظة الإفراج عن الصحفية الفلسطينية رشا حرز الله من سجون الاحتلال الإسرائيلي في الأول من كانون الأول عام 2024.
حيث نشرت قناة تلفزيون الفجر على منصة يوتيوب مقطع الفيديو بتاريخ 2024.12.1 مرفقًا بالعنوان التالي: “اللحظات الأولى للإفراج عن الصحفية رشا حرز الله بعد اعتقال استمر لستة شهور”. كما ويظهر شعار تلفزيون الفجر على الفيديو المتداول.
في حين نشر حساب العربية فلسطين على منصة “فيسبوك” بتاريخ 2024.12.1 مقطع فيديو من زاوية مختلفة للإفراج عن حرز الله، وأوضح أن الفيديو يوثق لحظة الإفراج عن الصحفية رشا حرز الله بعد اعتقالها لمدة 6 شهور في سجون الاحتلال.
وأفاد تقرير نشره موقع الترا فلسطين بتاريخ 2024.12.1 تضمن مقطع الفيديو المتداول وصورة تظهر الصحفية رشا حرز الله في اللحظات الأولى للقائها بعائلتها خارج السجن، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت الأحد 2024.12.1 عن الصحفية رشا حرز الله من نابلس.
وأفاد التقرير أن الصحفية حرز الله (39 عامًا)، اعتقلها الاحتلال في حزيران الماضي، على خلفية ما يسميه الاحتلال “التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي”.