انتشار صورة ومقطع فيديو مولَّدين بالذكاء الاصطناعي مع الادعاء أنهما يوثّقان غرق المتحف المصري الكبير

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسيّدة من داخل المتحف المصري الكبير، تُصوِّر فيه غرق المجسّمات والتماثيل وتناشد بتقديم المساعدة، وصورة أخرى تُظهر انهيار سقف المتحف مع تواجد مجموعة من الأشخاص الذين يرتدون معاطف صفراء داخل المتحف مع الادعاء أن الصورة ومقطع الفيديو حديثان ويوثّقان غرق المتحف المصري الكبير بتاريخ 14/12/2025. حيث أرفقت الصورة بالوصف التالي: “إنهيار سقف المتحف المصري الذي كلف الشعب المصري أكثر من 1 مليار دولار، بسبب تدفق هطول الامطار المتواصل وعدم إنشاء شبكات تصريف مياه الأمطار”. 

ونص ادعاء الفيديو: “المتحف المصري الكبير تدمره الأمطار”.

تحقّق مرصد كاشف من صحة الصورة ومقطع الفيديو، ووجد أنهما مضلِّلان ومولَّدان باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وخلال تدقيق الصورة والفيديو، رصد المرصد مجموعة من التشوّهات البصرية، أبرزها:

التشوّهات في الصورة: تكرار وضعيات الأشخاص الذين يرتدون المعاطف الصفراء، وعدم وضوح أقدام بعض الأشخاص، وظهور السقف الزجاجي مدمَّرًا بشكل غير منطقي، حيث تبدو بعض أجزائه معلّقة أو متكسّرة في الهواء، كما أن كمية الشظايا على الأرض لا تتناسب مع حجم الفتحة الظاهرة في السقف. في المقابل، يظهر التمثال سليمًا ونظيفًا بشكل لافت رغم الدمار والمياه والحطام المحيط، دون أي آثار كسر أو تفاعل طبيعي مع المشهد.

التشوّهات في الفيديو: عدم تزامن صوت الفتاة مع حركة الفم، ووجود تشوّهات واضحة في ملامح وجه الفتاة التي تظهر في بداية الفيديو، إضافة إلى نظرات غير طبيعية. كما أشار الحساب الذي نشر الفيديو، ويدعى q3uk على منصة تيك توك، إلى أن الفيديو مولَّد باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وخلال الفحص عبر أدوات الكشف عن المحتوى المولَّد بالذكاء الاصطناعي، ومن بينها أداة Hive Moderation، أظهرت النتائج أن الصورة مُولَّدة بنسبة 99.9%، فيما صنّفت الأداة مقطع الفيديو على أنه مولَّد بالذكاء الاصطناعي بنسبة 99.9%، وهي نسبة مرتفعة ضمن تصنيف المحتوى غير الحقيقي.

يُذكر أن وزارة السياحة والآثار المصرية أصدرت بتاريخ 13/12/2025 بيانًا أوضحت فيه حادثة تسرّب مياه الأمطار إلى البهو الرئيسي للمتحف المصري الكبير.

وجاء في البيان: “بشأن ما أُثير حول تسرّب مياه الأمطار إلى بهو المتحف المصري الكبير، توضح الوزارة أن تصميم بهو المتحف جاء وفق رؤية معمارية تعتمد على وجود فتحات في السقف بشكل هندسي يسمح باستدامة دخول الإضاءة والتهوية الطبيعية إلى داخل البهو، وهو أحد العناصر الأساسية في التصميم المعماري للمتحف”.

٤زدبق٥وأضافت الوزارة أن: “تسرّب كميات محدودة من مياه الأمطار إلى البهو أثناء هطولها يُعد أمرًا متوافقًا مع التصميم، ومتوقعًا في هذا الوقت من العام”.