انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه لحظة تأثر وبكاء مذيعة قناة MSNBC أثناء تقديمها لتقرير صحفي، مع الادعاء أنه حديث لتأثر المذيعة بعد مشاهدتها لمقاطع فيديو مسربة لأطفال من غزة داخل سجون الاحتلال، حيث أرفق المقطع بالوصف التالي: “المذيعة لم تتحمل وتتمالك نفسها وهي تشاهد تسريب صادم يُظهر أطفال غزة داخل سجون الاحتلال، وهم يهتفون “الله أكبر” ببراءة وعزة تفوق أعمارهم”. كما وتضمن مقطع الفيديو مشاهد لمباني تسمع فيها أصوت لأطفال.

تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث باستخدام أداة “Google Images”، ووجد أنه قديم وأن الادعاء مضلل، فالمقطع يعود لمذيعة قناة “MSNBC” من عام 2018 ويوثق لحظة تأثرها أثناء تقديم تقرير حول فصل أطفال عن أهاليهم ونقلهم إلى مراكز إيواء بموجب قوانين الهجرة المتشددة التي فرضتها إدارة ترامب حينها.
نشرت صحيفة ذا غارديان مقطع الفيديو الذي تظهر فيه مذيعة قناة “MSNBC” راشيل مادو بتاريخ 20\6\2018 مرفقًا بالعنوان التالي: “راشيل مادو تنهار أثناء تقريرها عن مراكز إيواء “سن الرعاية الرقيقة” للأطفال.”.
وأوضحت الصحيفة في التفاصيل أن “المذيعة في قناة MSNBC تكافح لإنهاء فقرة في برنامجها الليلي، وهي تصف مشاهد تُظهر رضّعًا يُنتزعون بالقوة من ذويهم ويُنقلون إلى مراكز إيواء بموجب قوانين الهجرة المتشددة التي فرضتها إدارة ترامب. وفي النهاية، تحوّلت مادو إلى مذيع آخر بعد أن بدا عليها التأثر الشديد، فلم تستطع إكمال قراءة التقرير”.

وأوضحت صحيفة “The Independent” في تقرير نشرته بتاريخ 20/6/2018، أن “المذيعة واجهت صعوبة في قراءة الخبر الذي كشف أن ثلاثة مراكز في جنوب تكساس تحتجز أطفالًا رُضّعًا وصغارًا في سن الحضانة تم أخذهم من أهاليهم أثناء محاولتهم عبور الحدود من المكسيك إلى الولايات المتحدة”.
وأضافت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 2,300 طفل فُصلوا بالقوة عن أهاليهم على الحدود الأميركية-المكسيكية منذ أن أعلنت الإدارة الأميركية في أيار 2018 سياسة “عدم التسامح مطلقًا” تجاه الهجرة غير الشرعية.
أما المشاهد التي يُسمع فيها أصوات الأطفال، فقد نشرها حساب “zhanna_kapshagay” على منصة انستغرام بتاريخ 7\6\2025، وقد عرفت صاحبة الحساب نفسها على أنها “رئيس مؤسسة “هواء الحرية” العامة، ومحامية ومدافعة عن الحقوق والحريات”. وأرفقت المشاهد بالوصف التالي: “تسع سنوات في سجون بغداد – أيتام أطفال مسلمون يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد مع أمهاتهم. ولدوا في الأسر، ولم يعشوا طفولة – فقط القضبان والرطوبة والجدران وقسوة معاملة الحراس.لم يرتكبوا أي جريمة. إنهم مجرد أطفال”.
كما ونشر حساب “seyyidetulhurra” على منصة “X” مقطع الفيديو بتاريخ 6\6\2025 وأشار إلى أنه يوثق محادثة بين طفلين داخل سجن الرصافة، هو سجن يقع في وسط بغداد، تديره وزارة العدل العراقية، ويتخصص في سجون التسفيرات التي تُستخدم لترحيل السجناء.
يشار إلى أن عدد حالات الاعتقال في الضّفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة في تشرين الأول عام 2023 بلغت نحو (19) ألف، بينهم أكثر من (590) امرأة ونحو (1550) طفلاً، فيما يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 11100 أسيرًا في 23 سجنًا ومركز توقيف وتحقيق و49 أسيرة في سجن الدامون، و3377 معتقل إداري، وما لا يقل عن 400 طفلًا أسيرًا.