ينضم “Youba Tv” إلى الحسابات التي أخذت على عاتقها نشر المعلومات المضللة والشائعات ضد الفلسطينيين خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.
تتبع مرصد كاشف محتوى الحسابات التي نشطت منذ السابع من تشرين الأول 2023، ولُوحظ نشرها اليومي للمحتوى الذي يتعلق بالفلسطينيين وتحديدًا في قطاع غزة من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من الجهة المقابلة، ومنها: “Hoda jannat” و“إيدي كوهين” و”gazawood” و”قريش”. حيث تنشر هذه الحسابات الصور ومقاطع الفيديو والادعاءات المزيفة التي تتهم الفلسطينيين وتحرض عليهم.
يصف “Youba Tv” نفسه بأنه “قناة الكترونية مستقلة مغربية اسرائيلية امريكية” وتهتم “بمواضيع التعايش والانسانية والمحبة والتضامن بين جميع البشر”. ولدى القناة حسابات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي: يوتيوب، “X”، انستغرام، فيسبوك، وتيك توك.
أما صورة الغلاف الخاصة به عبر منصة “X” فهي لأعلام كل من الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب. وسيركز مرصد كاشف في هذا التقرير على المعلومات المضللة التي تنشرها القناة على منصة X.
أنشئ حساب “Youba Tv” على منصة “X” بعد شهر من بداية العدوان على قطاع غزة في تشرين الثاني 2023، نشر من ذلك الحين أكثر من 3380 تغريدة، ويتابعه حوالي 8700 متابع حتى لحظة إعداد هذا التقرير. وبالرغم من عدد متابعيه الذي لا يعتبر كبيرًا إلا أن تغريدات هذا الحساب قد تصل إلى عشرات آلاف المشاهدات.
يدعي الحساب أنه ينشر الحقائق التي يخفيها الإعلام العربي بعيدًا عن “الشعارات الفارغة” وفق وصفه، إلا أن فريق مرصد كاشف تحقق من مجموعة من المعلومات المضللة التي نشرها، نعرض لكم أبرز سياقاتها:
أولًا: اتهام أهالي قطاع غزة بالتمثيل وتزييف الإصابات والشهداء والتحريض عليهم.
- فيديو قديم ضمن فعاليات اليوم الطبي التوعوي في الجامعة الإسلامية بغزة يعاد نشره حديثًا على أنه يعود لفبركة وكذب الفلسطينيين لاستعطاف العالم.
نشرت حسابات حديثًا على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من الانفجارات وما يشبه الإصابات وكاميرات وسط تجمع أشخاص حول الحدث، وأرفق المقطع بالادعاء التالي: “لاحظ فبركة وكذب الفلسطينيين لاستعطاف مشاعر الناس”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الفيديو ومن خلال البحث العكسي وجد أنه قديم وأن الادعاء مضلل. فقد نشرت الجامعة الإسلامية بغزة عبر صفحتها الرسمية على منصة فيسبوك مقطع فيديو بتاريخ 18.3.2018 مرفقًا بالتعليق التالي: “شاهد | افتتاح فعاليات اليوم الطبي التوعوي في الجامعة الإسلامية”.
قارن فريق مرصد كاشف بين الفيديو المتداول والذي نشرته الجامعة الإسلامية من حيث الأشخاص وملابسهم وتجمهر الطلبة وأرضية الحادثة والانفجارات ووجد أن المقطعان يعودان للحدث ذاته.
- فيديو من كواليس فيلم “العهد” يعاد نشره مع الادعاء أنه مقطع تمثيلي لطفل تعرض للقصف في قطاع غزة.
نشر حساب “Youba Tv” حديثًا مقطع فيديو لطفل وسط ركام، ويظهر على وجهه ما يشبه الدماء، أرفق المقطع بالادعاء التالي: “تمثيليات غزة دم اصطناعي ومكياج وممثلين لإستعطاف العالم -هذه المسرحية واحد من الاف الافلام والمسرحيات الحمساوية في غزة، سيناريوهات وحوارات حماس، واخراج وانتاج الجزيرة”.
تحقق مرصد كاشف من أصل الفيديو ووجد أنه من كواليس فيلم “العهد” الذي أُنتج بمناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني. وهو من تصوير المصور محمود زقوت وقام بنشره عبر حسابه على منصة انستغرام بتاريخ 1.3.2022.
- صورة قديمة يعاد نشرها حديثًا مع الادعاء أنها لسكان غزة يقومون بتوزيع الحلويات يوم السابع من تشرين الأول.
نشر حساب “YoubaTv” حديثًا على منصة “X” صورة تظهر شابًا يوزع الحلويات على سائق تكسي مرفقة بالادعاء التالي: “سكان غزة يوزعون الحلويات فرحة بمجزرة حماس في يوم 7 أكتوبر”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورة الأولى من خلال البحث العكسي بواسطة أداة “Google Images” ووجد أنها قديمة وأن الادعاء مضلل، فقد نشرتها صفحة “أخبار الأسرى في سجون الاحتلال” التابعة لشبكة قدس بتاريخ 6.9.2021، وذكر الحساب أنها تعود إلى “توزيع الحلويات في غزة، احتفاءَ بتمكن 6 أسرى من انتزاع حريتهم عبر نفق الحرية من معتقل جلبوع الأكثر تحصينًا”.
ثانيًا: الاستعراض والترهيب من الاحتلال
- فيديو قديم يعاد نشره حديثًا مع الادعاء أنه لنقل آلاف الصواريخ إلى شمال دولة الاحتلال استعداداً للحرب مع “حزب الله”.
نشر حساب “Youba Tv” حديثًا على منصة “X” مقطع فيديو يظهر نقل قاذفات من طراز B-52H، مرفق بالادعاء التالي: “مقطع لنقل آلاف الصواريخ الى شمال دولة إسرائيل استعدادا للحرب”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الفيديو من خلال البحث العكسي باستخدام أداة “Google image” ووجد أنه قديم وأن الادعاء مضلل، فقد انتشر على موقع قوات مشاة البحرية الأميركية “marines” بتاريخ 2024.4.7 مرفقًا بالنص التالي: “يقوم الطيارون المعينون في سرب الذخائر 705 بإجراء عمليات القافلة خلال تمرين “يقظة البراري / يقظة بايو 24-3″ في قاعدة مينوت الجوية، داكوتا الشمالية، 7 نيسان 2024”.
- مقطاعا فيديو قديمان يعاد نشرهما حديثًا على أنهما لقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
تداولت حديثًا حسابات على منصة “X” مقطع فيديو يتضمن مشهدين يُظهران طائرتين تطلقان قنابل\مشاعل مضيئة مع الادعاء أن الفيديو يعود لقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
تحقق مرصد كاشف من صحة الفيديو من خلال البحث العكسي بواسطة أداة “Google Images”، ووجد أنه يتكون من مشهدين قديمين. المشهد الأول نشرته قناة “Gung Ho Vids” على منصة يوتيوب بتاريخ 20.8.2014 تحت عنوان “طائرات حربية من طراز AC-130 تطلق مشاعل مضادة للصواريخ”.
أما المشهد الثاني فهو مجتزأ من مقطع نشرته قناة “This is Flight” على منصة يوتيوب بتاريخ 19.6.2021 ويقع تحديدًا في الفترة بين 2:25 دقيقة حتى 2:34 دقيقة. أوضحت القناة أن الفيديو يعود لـ “طائرة سلاح الجو البولندية C-130 Hercules تؤدي عرض مذهل مع إطلاق قنابل مشعة (مضيئة) في عرض انتيدوتم الجوي 2021”.
دقق فريق مرصد كاشف في أصوات مقطعي الفيديو الأصليين وتبين أن المقطع الصوتي للفيديو المتداول مركب ولا يعود للمقطعين الأصليين.
- فيديو لاحتجاز جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في جنين يعاد نشره مع الادعاء أنه لاستسلام عناصر من حركة حماس أمام جيش الاحتلال بعد خروجهم من أحد الأنفاق في رفح.
انتشر مقطع فيديو على منصة “X” لاحتجاز مجموعة من المواطنين مع الادعاء أنه يعود لعناصر من حركة حماس خرجت من نفق في رفح جنوب قطاع غزة واستسلمت للقوات الإسرائيلية.
تحقق مرصد كاشف من صحة الادعاء ووجد أنه مضلل، حيث تواصل مرصد كاشف مع الصحفي عمرو مناصرة الذي أكد أن الفيديو يعود لاحتجاز جنود الاحتلال لمجموعة من المواطنين في حي البساتين في مدينة جنين خلال العملية العسكرية الأخيرة لمدينة جنين ومخيمها، وأضاف أن المواطنين الذين يظهرون في الفيديو تم التنكيل بهم من قبل جنود الاحتلال ولكنهم لم يُعتقلوا.
ثالثًا: تلميع صورة جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
- انتشار صورة لمجندة إسرائيلية مع طفلة مع الإدعاء أنها في قطاع غزة.
نشر حساب “Youba Tv” صورة على منصة “X” تظهر فيها مجندة إسرائيلية تقوم بمصافحة طفلة صغيرة، مرفقةً بالادعاء التالي: “اليوم في رفح، جندية من جنود الله تتحدث الى المدنيين: نحن لانحاربكم نحارب فقط الارهابيين الحمساويين”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورة من خلال البحث العكسي بواسطة أداة “Google Images” ووجد أنها قديمة والإدعاء مضلل. فالصورة نشرها حساب “كابتن أيلا” والذي يعرف نفسه برئيس مكتب الإعلام العربي في جيش الاحتلال الإسرائيلي ونائب قائد وحدة المتحدث الرسمي على حسابه في منصة X، بتاريخ 2023.3.31 مرفقةً بتعليق: “حاضرون، جاهزون والأولية تأمين سلامة السكان العابرين من يهودا والسامرة إلى المسجد الأقصى في القدس لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان أما كيف الاجواء – الصورة تتحدث”.
كما نشر موقع “Israel News Agency” الصورة ذاتها بتاريخ 1/4/2023 في تقرير مرفقًا بعنوان: “الجيش الإسرائيلي يسمح بمرور آمن للمسلمين خلال شهر رمضان”.
- صورة قديمة يعاد نشرها حديثًا مع الادعاء على أنها لطبيب في جيش الاحتلال يعالج أطفال غزة.
نشر حساب “Youba Tv” حديثًا على منصة “X” صورة يظهر فيها مجند في جيش الاحتلال الإسرائيلي يعالج ساق طفل، أرفقت الصورة بالادعاء التالي: “طبيب عسكري إسرائيلي يعالج أطفال غزة”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورة من خلال البحث العكسي بواسطة أداة “Google Images” ووجد أنها قديمة وأن الادعاء مضلل، فقد نشر حساب “Romi Sade” بتاريخ 11.7.2014 لقطة شاشة لحساب على منصة فيسبوك يحمل اسم “צה”ל – צבא ההגנה לישראל” الذي نشر الصورة بتاريخ 2.9.2013 مرفقة بالعنوان التالي: “الليلة الماضية، خلال دورية لقوة من اللواء 401 في هتمار افرايم، تعرف الرقيب عمر، مسعف السرية، على صبي فلسطيني أعرج وذهب لتضميد ساقه التي أصيبت بمسمار”.
كما ونشرت صفحة “قف معنا بالعربية” على منصة فيسبوك ذات الصورة بتاريخ 8.11.2018 مرفقة بالنص التالي: “جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لا تراه على الصفحات والشاشات العربية”.
حملة “Pallywood”
حساب “Youba Tv” جزء من حملة ضخمة تحمل اسم “Pallywood“، كثفت حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي نشر محتوى ضمنها منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023.
ومصطلح “Pallywood” هو اختصار لكلمتين، هما: “Palestine” و “Hollywood” ويشير إلى أن الفلسطينيين يقومون بتمثيل المشاهد التي تظهر اعتداء الاحتلال الإسرائيلي عليهم وتحديدًا في قطاع غزة، ويزيفون الإصابات والشهداء من أجل كسب تعاطف دولي.
تنشر هذه الحسابات صورًا ومقاطع فيديو خارجة عن سياقها وقد تكون قديمة وليست من فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص كون الصور ومقاطع الفيديو تنسب لقطاع غزة بكل أكبر بعد السابع من تشرين الأول الماضي.
تحقق مرصد كاشف من عشرات الصور ومقاطع الفيديو المضللة التي نشرتها هذه الحسابات، وبين حقيقتها وسياقاتها.
ماذا يحدث منذ السابع من تشرين الأول 2023؟
بدأت حركة حماس بتاريخ 7 تشرين الأول 2023 عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “طوفان الأقصى” أطلقت خلالها آلاف الصواريخ على مدن غلاف غزة وصولا إلى “تل أبيب” وهاجم ما يقارب 1200 مقاتل من كتائب القسام بإسناد من 1500 مقاتل آخر من الوحدات التخصصية أكثر من 55 هدفًا عسكريًا في “فرقة غزة” والمنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي رسالة صوتية يوم السابع من تشرين الأول 2023 قال محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس إنه “في ظل هذه الجرائم المتواصلة (جرائم الاحتلال) بحق أهلنا وشعبنا، وفي ظل عربدة الاحتلال، وتنكره للقوانين والقرارات الدولة، وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي، فقد قررنا أن نضع حدًا لكل ذلك بعون الله، ليفهم العدو أنه قد انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب، فإننا نعلن بدء عملية طوفان الأقصى”.
وبلغ عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي 682 ضابطًا وجنديًا منهم 326 منذ بدء الاجتياح البري لقطاع غزة في 27.10.2023، وفقًا لآخر تحديث من جيش الاحتلال. في حين بلغ عدد مصابي جيش الاحتلال 4147 منذ بداية العدوان على قطاع غزة.
بينما شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول 2023 ولا يزال مستمرًا حتى لحظة إعداد هذا التقرير، أسفر عن استشهاد 38443 فلسطينيًا وإصابة 88481 آخرين وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
الأطفال في قطاع غزة
بلغ عدد شهداء قطاع غزة من الأطفال منذ بداية العدوان على قطاع غزة 16122 شهيدًا، بينما بلغ عددهم في الضفة الغربية 138 شهيدًا.
أما حصيلة الإصابات من الأطفال فقد بلغت 6168 في قطاع غزة، في حين بلغت في الضفة الغربية 660 مصابًا، وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
كما وأكدت منظمة إنقاذ الطفولة أن أكثر من 20 ألف طفل فلسطيني مفقود في غزة جراء الحرب الشاملة التي تشنها دولة الاحتلال على الأحياء المدنية في القطاع والنزوح المتكرر للأسر.
في سياق متصل، أوضحت جولييت توما مديرة الإعلام والتواصل بالأونروا أن أكثر من “600 ألف طفل في غزة لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس منذ بدء الحرب الإسرائيلية” مشيرة إلى إغلاق عدد كبير من المدارس، وتحول مدارس الأونروا إلى ملاجئ للنازحين. وأضافت: “هذا يعني أنه إذا استمرت هذه الحرب سنواجه خطر فقدان جيل كامل من الأطفال“.
إضافة إلى ما سبق، قالت منظمة إنقاذ الطفولة في شهر نيسان الماضي إن الأطفال في قطاع غزة يموتون من الجوع والمرض بأعلى معدل شهده العالم على الإطلاق.
ونشر موقع “سيحا مكوميت” العبري شهادات 6 جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي دون الكشف عن أسمائهم وأجمعوا بدورهم أن الجيش أعطى أوامر بإطلاق النار دون حدود، وأنهم أطلقوا النار بشكل عشوائي، كما وقال أحد الجنود إنه “يسمح بإطلاق النار على الجميع، سواء طفلة أو عجوز، سمعنا كثيرًا جملًا من قبيل: لا يوجد أبرياء، لماذا لم يهربوا من ساحة القتال؟ لماذا ليسوا في رفح جنوبي قطاع غزة؟”.