تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي نصاً للشاعر الكاتب الجزائري عبد المنعم عامر كتبه بعد معجزة مدرسة التابعين مع الادعاء أن النص لوالد أحد الشهداء في قطاع غزة. حيث جاء في النص:”جئت أفتش عن اشلاء ابني الذي سبقني لصلاة الفجر فأعطاني أحدهم 23 كيلو وقال هذا ابنك فأدفنه ،وأنا احمله تذكرتُ يوما وأنا قادم معه من السوق وكنتُ أحمل كيسًا ثقيلا ،فطلب مني بكامل برّ الأولاد أن يحمل عني ،وقد دخل على أمه سعيدا برجولته يتغنى أمام اخوته ويغيضهم أنه حمل كل هذا الثقل لوحده لأجل أبيه ،وأخواته يقبلنه وأمه تدعو له بطول العمر والصلاح ،ها أنت مرةً أخرى تسبقني بالكيس للبيت يا ولدي ولكن كيف أقنعهم أنك الذي في داخله ،وأن ضحكاتك التي كانت تملأ البيت وذراعك النحيفة التي كنتَ تكاسرُ بها أخوتك ورأسك الذي ينام في حجر الجدة وأقدامك المدببة من المشي بحثا عن الماء وصناديق الاعانة كلها أضحت في كيس واحد وحين تسألني أمّك بلهجة غزاوية مريرة “بتعرف فش كهرباء يا أبو صالح وين ح اخبي كل ها الخير بنعطي منو للجيران ” كيف سأخبرها يا بني أن ما في هذا الكيس غير قابل للصدقه ،وأن 23 كيلو من الأشلاء هي حصتنا من موت هذا الأسبوع”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الادعاء، ووجد أنه ربط بشكل خاطئ، حيث تواصل المرصد مع الكاتب والشاعر والصحفي الجزائري عبد المنعم عامر الذي أوضح أن النص لا يعود لأحد آباء الأطفال في قطاع غزة الذين ارتقوا في مجزرة التابعين، وأنما هو من كتابته من وحي التخيل للمشاهد والصور التي انتشرت بعد المجزرة، وتجسيدًا لحديثه مع أحد أصدقائه في قطاع غزة. وأضاف عامر للمرصد أن الهدف من كتابة النص هو “تجسيدًا وتوثيقًا من خلال الكتابة للمجزرة التي ارتكبها الجيش في استهدافه لمدرسة التابعين”.
يجدر بالذكر أن جيش الاحتلال استهدف فجر يوم السبت الموافق 11/8/2024 مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 شخص. ووفقا لآخر تحديث صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن جيش الاحتلال ارتكب منذ السابع من تشرين الاول الماضي 3486 مجزرة، مما أدى إلى استشهاد 39897 مواطن، وإصابة 92200 آخرين.