صورة تعبيرية مولدة عبر الذكاء الاصطناعي كُتب عليها “All eyes on Rafah”٫ أي بالعربية “كل العيون على رفح”، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي ووصل عدد المشاركين لها عبر قصة انتسغرام اكثر من 47.4 مليون مشارك من بينهم العديد من المشاهير من مختلف دول العالم.
انتشرت الصورة بعد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة “خيام النازحين” في مدينة رفح بتاريخ 26\5\2024. ونجحت هذه الصورة في التأثير على الرأي العام المحلي والدولي.
منذ السابع من تشرين الأول لعام 2023 واندلاع الحرب على قطاع غزة، انتشرت مئات الصور والفيديوهات المولدة عبر الذكاء الاصطناعي٫ منها من استخدم في إطار التضليل ومنها من أجل التعاطف والتأثير. يوضح مرصد كاشف في هذا التقرير بعض الأمثلة حول ذلك.
– استخدام الصور المولدة عبر الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور تبدو حقيقية، مما قد يسهم في نشر الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة حول الأحداث الجارية في غزة ويقلل من مصداقية وأهمية الصور الحقيقية في قطاع غزة.
فعلى سبيل المثال٫ انتشرت في شهر كانون الثاني عام 2024 صورة مع الادعاء أنها لاطفال من غزة داخل خيم النازحين
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورة ووجد أنها مصنوعة عبر الذكاء الاصطناعي، ويظهر ذلك من التشوهات التي تظهر في الصورة ومنها عدد الأصابع في الرجلين، وعدد الأصابع في اليدين، والتشوهات في الأذنين، وشكل الأنف.
كما وتواصل المرصد مع المصور الصحفي الغزي محمد المصري الذي نشر الصورة على حسابه مع عدة صور أخرى لأطفال ينامون في الخيام، وأوضح أن الصورة انتجت من الذكاء الاصطناعي ولكنها كانت تحاكي الصور التي التقطها للأطفال داخل خيام النازحين في دير البلح بعد تسرب مياه الأمطار إليها. ومع ذلك تم استغلالها من قبل حسابات تدعم الاحتلال الإسرائيلي والادعاء أن الفلسطينيون يزيفون الحقائق وأن المشاهد من غزة جميعها مفبركة.
– استخدام الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي لتقديم روايات معينة عن الحرب والقتال، ما يجعل من الصعب على الجمهور التمييز بين الحقيقة والخيال.
فعلى سبيل المثال٫ نشرت حسابات اسرائيلية ومنها حساب الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين صورة لمباني مقصوفة تظهر على شكل شمعدان ومرفقة بتعليق: “غزة بقت صهيونية قوي صهيونية خالص و دي شمعدان الحانوكا على أنفاق الشجاعية الي طرطرنا عليها شوية مية مالحة كده من البحر وتحت منها جنود صهاينة ونجمة داوُد زي ما حدراتكو عارفين هاااا ايه تاني ياض منك لوه”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورة ووجد أنها مصنوعة عبر الذكاء الاصطناعي، ويظهر ذلك من التشوهات الكبيرة كالجندي بلا رأس ع يسار الصورة، والنار التي تنبعث من القذائف، وصورة نجمة داوود على الحجر في مقدمة الصورة، بالاضافة أن الجنود يقفون بشكل طبيعي بالتزامن مع سقوط القذائف على المبنى.
نشر الصور تعبيرية ومنها خيالية من أجل التضامن أو إيصال رسائل معينة حول معاناة أهل قطاع غزة خلال الحرب.
فعلى سبيل المثال٫ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعائلة تتناول الطعام وسط الركام مرفقة بتعليق: “التشبت بالارض في أسمى معانيه…🇵🇸”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورة ووجد أنها مصنوعة عبر الذكاء الاصطناعي، ويظهر ذلك من التشوهات الكبيرة في الوجوه وتشوهات الأيادي وتشوهات في الخلفية وبروز الألوان بشكل كبير.
وفي مثال أخر٫ انتشرت صورتان لقطط من إنتاج الذكاء الاصطناعي تحت الركام مع تعليق: “إن كان هذا حال الحيوان في غزة فما حال الأنسان”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورتين ووجد أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي. بالتدقيق في التفاصيل نجد أن القطتين نظيفتان ولم تتعرضا للإصابة فلا وجود لدماء على أجسادهما بالرغم من حجم الدمار الكبير الذي يحيط بهما.
كيف نميز الصور المولدة عبر الذكاء الاصطناعي؟
تمييز الصور المولدة عبر الذكاء الاصطناعي يتطلب مجموعة من المهارات والأدوات المتقدمة، وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن استخدامها لتحقيق ذلك:
- التحقق من المصادر: من خلال البحث العكسي للصور كاستخدم أدوات مثل Google Reverse Image Search للتحقق مما إذا كانت الصورة قد نُشرت مسبقًا أو في سياقات مختلفة لتحقق من مصدر الصورة ومنصتها الأصلية.
- البحث في تفاصيل الصورة: لا زالت الصور المولدة عبر الذكاء الاصطناعي يشوبها بعض الأخطاء التي تدل إنها ليست طبيعية:
- التفاصيل الدقيقة: التدقيق في التفاصيل الدقيقة للصورة مثل الظلال، وانعكاسات الضوء، والنسب، والتي قد تكون غير متناسقة أو غير منطقية في الصور المزيفة.
- الوجوه والأطراف: قد تظهر في الصور المولدة عبر الذكاء الاصطناعي تشوهات أو عدم تناسق في الوجوه أو الأطراف.
- تشوهات في الحواف: قد تظهر تشوهات أو عدم تناسق في حواف الكائنات أو الأشخاص في الصورة.
- الألوان والتشبع: تباين غير طبيعي في الألوان أو تشبع مبالغ فيه يمكن أن يكون مؤشرًا على التزييف.
- الخلفيات غير المنطقية: تواجد عناصر في الخلفية لا تتناسق مع السياق أو تبدو مضافة بطريقة غير طبيعية.