كاشف
    المرصد الفلسطيني للتحقق والتربية الإعلامية – كاشف، منصة مستقلة تهدف إلى مكافحة المعلومات المضللة وتعزيز مبادئ أخلاقيات النشر.
    تواصل معنا
    واتسب: 00970566448448
    ايميل: info@kashif.ps
    عناويننا
    المكتب الرئيسي: فلسطين - نابلس - رفيديا - عمارة جودة - ط1.
    المكتب الفرعي: رام الله - المصيون - عمارة الطيراوي-ط1.

    مرصد كاشف، سماهر فرحان

    في منشور بتاريخ 28 تموز 2025، نشر منسق أعمال حكومة الاحتلال الإسرائيلي غسان عليان عبر صفحته على منصة فيسبوك “المنسق” صورًا لأطباق طعام من لحوم وفواكه وكعك، وادعى أنها التقطت داخل أنفاق تابعة لحركة حماس، في محاولة لنفي أن الاحتلال يقوم بتجويع غزة. 

    ورد في الوصف المرفق للصور ما يلي: “بينما يروّجون للعالم بحملة ما يسمى “تجويع غزة”، الصور لا تكذب – إرهابيو حماس يفتحون الشهية تحت الأرض. ‏الصور التي التقت في الأشهر الأخيرة في مطبخ الأنفاق تظهر لحمة طرية، خضار طازجة، بيض مسلوق وكعكة للتحلية. نعم، كعكة… لأن القتال الإرهابي لا يكتمل بدون دَسَم. ‏الجوع؟ فقط على الشاشات ولأغراض الدعاية. أما على أرض الواقع – الأنفاق مليئة بالطعام، والمخازن ممتلئة لعائلاتهم. المسكين في غزة؟ يُترك ليلتقط الفتات. التنظيم الإرهابي يسرق المساعدات، يشبع بطونه، ثم يذرف دموع التماسيح أمام الكاميرات. ‏الضحية الحقيقية؟ سكان غزة، الذين يُستخدمون كوقود لحملة كاذبة بطعم الكعكة ورائحة الكذب”. 

    وحمل المنشور الوسوم التالية: (#خاص و#قائمة_طعام_حماس) وتضمّن عبارات ساخرة مثل: “الكفاح الإرهابي لا يكتمل بدون تحلية”.

    منشور المنسق على منصة فيسبوك

    للتحقق من ادعاءات “المنسق”، قمنا بالخطوات التالي: 

    أولًا: إجراءات التحقق البصري للصور: باستخدام أدوات البحث العكسي “Google Lens” و”TinEye”، إضافة إلى تحليل بصري يدوي للعلامات المكانية، تبين أن: 

    – الصور لم تظهر في أي مصدر سابق قبل منشور “المنسق”، ما يُشير إلى أنها جديدة أو غير منشورة علنًا. 

    – لا تحتوي الصور على أي علامات جازمة تُثبت الموقع بدقة، مثل خرائط، أدوات عسكرية، أو هوية الأشخاص الظاهرين. 

    – الصور تُظهر بوضوح جدران إسمنتية رمادية، ما يُعزز احتمال أنها التُقطت داخل منشأة مغلقة أو نفق، ومصدر الإضاءة في الصور يبدو صناعيًا مباشرًا، وليس ضوءًا طبيعيًا، مما يدعم فرضية التصوير تحت الأرض، إلا أن ذلك لا يثبت قطعًا صحة ادعاءات “المنسق”. 

    ثانيًا: طبيعة المصدر والأسلوب الدعائي: المنشور صادر عن جهة عسكرية رسمية لدى الاحتلال، وبالتالي تحاول نفي أن حكومة الاحتلال تتبنى سياسية تجويع أهالي قطاع غزة، وتستخدم أيضًا لغة ساخرة تتطابق من أحد أساليب الخطاب الدعائي ومثال ذلك: الوسم المستخدم “#قائمة_طعام_حماس” وجملة “القتال الإرهابي لا يكتمل بدون دسم”، إلى جانب غياب أي مصدر مستقل يثبت الادعاء. 

    ثالثًا: الأهداف المتوقعة لمصدر الادعاء: 

    1. نفي الرواية الحقوقية الدولية حول تجويع سكان غزة. 
    2. تصوير قيادة حماس على أنها تعيش في رفاهية، بينما تُحمّل إسرائيل مسؤولية انهيار الأمن الغذائي. 

    رابعًا: التحقق السياقي: ماذا تقول التقارير الحقوقية الإسرائيلية؟ 

     تمت مقارنة الادعاء مع تقارير حقوقية إسرائيلية، أبرزها: تقرير بتسيلم بعنوان “Our Genocide” وتقرير PHRI بعنوان “A Health Analysis of the Gaza Genocide”، وكانت النتائج على النحو التالي: 

    1. كلا التقريرين يوثقان انهيار الأمن الغذائي في غزة، بما في ذلك حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية. 
    2. تقرير PHRI يُظهر أن 92% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأن 80% من وفيات الجوع هم من الأطفال. 
    3. لا توجد أي إشارات في التقريرين إلى توفر طعام فاخر داخل الأنفاق أو خارجها. 

    مع تصاعد تقارير المنظمات الدولية والتغطية الإعلامية الواسعة حول المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، والمعاناة اليومية التي يعيشها أهالي القطاع للحصول على الحد الأدنى من الطعام، يحاول الاحتلال من خلال منصاته المختلفة نفي سياسته في توجيع أهالي القطاع، وتشتيت الانتباه عن الجرائم الموثقة التي يرتكبها، وتحويل النقاش من الواقع الإنساني إلى السخرية السياسية. 

    رابط المقالة المختصر: https://kashif.ps/fcvm
    شاركها.
    Chat Icon