انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الشيخ السعودي عبد الرحمن السديس مع الادعاء أنه يلقي خطبة حول المجاعة في قطاع غزة ويقول إن الجوع خيرا للغزيين، حيث جاء على لسانه النص التالي: “قد بلغنا ما يصيب أهل غزة من ضيقٍ وجوع وإن كان الأمر مؤلمًا نفسيًا، فلنتفكر، أليس في الجوع تصفية للروح وتهذيب للجسد، فلربما كان خيرًا لهم. فالجوع فرصة ذهبية، وحمية غذائية، لرياضة الجسد، وزهد الروح. وفي باطن الشدائد تكمن الفوائد، نحن هنا في المملكة العربية السعودية، لا نتحرك إلا بتوجيهات من ولي الأمر، فالمسائل الكبري تتطلب توجيهًا حكوميًا، وحسابات دقيقة لا يدركها إلا الكبار، فدعوا عنكم لغط الماديات والتبرعات، دعونا نركز على المدد الغيبي فليس لدنا إلا سلاح الدعاء لنرفع إيدينا بالضراعة، عسى الله أن يرفع عنهم الجوع بقدرته”.
تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث باستخدام أداة “Google Images” ووجد أنه خاضع للتلاعب، حيث استطاع فريق المرصد الوصول إلى المقطع الأصلي للفيديو المتداول والذي نشرته قناة Al Qur’an على منصة اليوتيوب بتاريخ 5\7\2025 حيث يظهر فيه الشيخ عبد الرحمن السديس خلال صلاة الجمعة من الحرم المكي مرفقًا بالعنوان التالي: “خطبة الجمعة [٩-١-١٤٤٧هـ] من منبر المسجد الحرام لمعالي الشيخ أ. د. #عبدالرحمن_السديس”.
وتحدث السديس بتاريخ 5 تموز 2025 من المسجد الحرام في مكة بالسعودية عن معاني الصبر والثبات في مواجهة المحن، مستلهمًا ذلك من قصة نبي الله موسى عليه السلام مع فرعون، وتحدّث عن الهجرة النبوية الشريفة. وفي ختام الخطبة، تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني ، وخصّهم بالدعاء قائلا: “اللهم انصر اخواننا في فلسطين اللهم انصر اخواننا في فلسطين واحفظ المسجد الأقصى شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهم دمر اعدائهم من الصهاينة المعتدين الغاصبين وشتت شملهم وفرقهم جمعهم واجعلهم عبرة للمعتدين”.

يشار إلى أن السعودية أعربت بتاريخ 22.7.2025 عن ترحيبها ببيان صادر عن 26 من “الشركاء الدوليين” طالبوا فيه “بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري ورفع كافة القيود عن المساعدات الإنسانية وسرعة إيصالها بشكل آمن لسكان القطاع”. وجددت السعودية رفضها منع دخول المساعدات من قبل الاحتلال، واستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول الحصول عليها.
منذ اندلاع الحرب السابع من تشرين الأول عام 2023، يعاني قطاع غزة من أزمة غذائية حادة ناتجة عن الحصار المفروض من الاحتلال الاسرائيلي، والقيود على دخول المواد الأساسية، وتدمير البنية التحتية الزراعية الغذائية والمخابز والمستودعات. قالت منظومة التصنيف المتكاملة لأمن الغذاء (IPC)، التي تضمّ وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إن حوالي 93٪ من سكان غزة (نحو 1.95 مليون شخص من أصل 2.1 مليون) يواجهون مستويات من الجوع تقع ضمن طوارئ أو كارثة غذائية.
ومنذ 2/3/2025، ومع استمرار اغلاق المعابر ومنع وصول المساعدات الإنسانية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن 122 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية منهم 83 طفلًا في أحدث بيان صدر بتاريخ 25\7\2025.
مصادر الادعاء | مصادر التحقق |
حنان العتيبي نحو الحرية ابو منشار آصف ابن برخيا MaryamaAhmaed | قناة Al Qur’an وزارة الخارجية وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة IPC |