حساب “Gazawood” يشكك بوفاة طفلة من غزة بسبب البرد

نشر حساب “GAZAWOOD” على منصة “X” صورتين لطفلة حديثة الولادة وأرفقتا بالنص التالي: “كلما وجدت صورًا أكثر للطفلة التي تبلغ من العمر أسبوعين، والتي يزعم الفلسطينيون أنها تجمدت حتى الموت، رأيت أنها مغطاة بجروح خارجية. لماذا هي مصابة إلى هذا الحد؟ هل تعرضت للإساءة؟”، مشككًا بوفاة الطفلة بسبب البرد.

تحقق مرصد كاشف من صحة الادعاء ووجد أنه مضلل، فالصورة الأولى التي تتضمن مجموعة صور لطفلة حديثة الولادة كان الصحفي عمرو طبش قد نشرها عبر حسابه على منصة إنستغرام بتاريخ 2024.12.25 مرفقة النص التالي: “الطفلة الرضيعة سيلا الفصيح التي لم يبلغ من عمرها الا 20 يومًا توفت بسبب البرد القارس داخل خيمتها في خانيونس. وهناك مخاوف من تزايد أعداد الأطفال الذين يموتون بسبب البرد داخل خيام النازحين خلال الأيام المقبلة، أنقذوا الأطفال قبل فوات الأوان”.

تواصل فريق المرصد مع الصحفي عمرو طبش الذي أوضح بدوره أن الصورة من التقاطه وتعود للطفلة سيلا الفصيح التي توفيت داخل خيمتها في خانيونس، وتم نقلها إلى مستشفى البريطاني حيث أُعلن أن سبب الوفاة هو البرد، وثم تم تحويلها إلى مستشفى ناصر وعُرضت على الطبيب أحمد الفرا رئيس أقسام الأطفال في مجمع ناصر الطبي الذي أكد أن سبب وفاة الطفلة هو البرد، وحذر الفرا في مقابلة مع الصحفي طبش من ارتفاع الوفيات نتيجة البرد وعدم كفاءة الخيم.  

أما الصورة الثانية التي تظهر فيها أقدام طفلة، كان موقع “Gettyimages” قد نشرها بتاريخ 2024.12.25 مرفقة بالنص التالي: “وفاة طفلة بسبب البرد في خان يونس.. تم نقل جثة الطفلة سيلا، التي فقدت حياتها بسبب البرد، إلى مستشفى ناصر لإجراء مراسم الدفن في خان يونس، غزة، فقدت عائلة فصيح النازحة، التي تعيش في خيمة مؤقتة في المواصي، طفلتها سيلا البالغة من العمر أسبوعين بسبب الظروف المتجمدة”. وأوضح الموقع أن الصورة التقطها الصحفي هاني الشاعر.

تواصل مرصد كاشف مع الصحفي هاني الشاعر الذي أكد أن الصورة من تصويره داخل مستشفى ناصر وتعود لطفلة نازحة من مخيم الشاطئ شمال غزة إلى مواصي خانيونس وتوفيت نتيجة البرد.

من جهته، أوضح الدكتور أحمد الفرا رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي لمرصد كاشف أنه قام بالكشف على الطفلة سيلا الفصيح لدى وصولها إلى مستشفى ناصر، وأكد أن سبب الوفاة هو البرد الشديد، وأن الطفلة لم تكن مصابة ولا يوجد لديها أي سجل مرضي.

ردًا على ادعاء حساب “Gazawood” حول تعرض الطفلة سيلا الفصيح للجروح والإصابات والإساءة، أكد الفرا أن الطفلة لا تعاني من جروح إنما هي تغيرات في لون الجلد تحدث عند حالات البرد الشديد، وأشار أن اللاصق الذي يظهر على قدمها هو مكان تركيب حقنة تم وضعها في مستشفى البريطاني في محاولة لإنعاش الطفلة.

كما وأوضح أحمد الفرا أن الأطفال حديثي الولادة لا يمكنهم تحمل الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، ويفقدون الحرارة بشكل أكبر مقارنة بالفئات العمرية الأخرى فالطفل لا يستطيع التعبير عن نفسه عند شعوره في البرد. وأضاف الفرا أن الأطفال في الخيام يفتقرون لمصادر الطاقة نتيجة عدم توفر الرضاعة الطبيعية والتغذية اللازمة والبيئة المناسبة.

المنظمات الدولية والمؤسسات المحلية

• أكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى، وأوضح عبر حسابه على منصة “X” بتاريخ 2024.12.27 أن “الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة”.

• من جانبه، حذر المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف، إدوارد بيغبيدر، “من تزايد أعداد الوفيات بين الأطفال الذين يعيشون في الخيام والملاجئ المؤقتة بقطاع غزة” وقال إنه “مع استمرار انخفاض درجات الحرارة، يمكننا أن نتوقع مأساة أكبر، إذ سيفقد المزيد من الأطفال حياتهم بسبب انعدام الحماية من البرد”. 

• أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بتاريخ 2024.12.28 أن الاحتلال يتسبب بأزمة إنسانية خطيرة تهدد حياة آلاف النازحين، حيث أصبحت 110,000 خيمة، أي 81% من إجمالي 135,000 خيمة، غير صالحة للاستخدام بسبب موجات الصقيع الشديدة. وأشار إلى أن مليوني نازح يعيشون منذ أكثر من عام في خيام مهترئة، ما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الجوية القاسية.

• أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وفاة الطفلين حديثي الولادة علي البطران وتوأمه جمعة البطران نتيجة انخفاض درجات الحرارة، والبرد الشديد مما يرفع عدد الوفيات الأطفال حديثي الولادة نتيجة البرد إلى 6 أطفال منذ بداية العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول عام 2023.