خلال الأيام الماضية، شنت حسابات إسرائيلية حملة تشكيك ضد الصحفي معتصم دلول، كان أبرزها حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية (Israel Foreign Ministry) و حساب د. إيلي ديفيد Dr. Eli David اللذان نشرا صورة لصفحته على منصة X تُظهر أن الموقع الجغرافي لحسابه على منصة X يقع في بولندا، مع الادعاء بأن التقارير التي يقدمها من غزة مُضلِّلة وغير موثوقة، وأنه غير متواجد داخل القطاع. وامتدت الحملة لاحقًا لتتداول حسابات إسرائيلية أخرى الصورة نفسها والادعاءات المرافقة لها.


كما جرى تداول صورة لدلول برفقة سيدة، مع الادعاء أنها حديثة والتُقطت في بولندا.
تحقّق مرصد كاشف من صحة المعلومات ووجد أنها مضللة.
أولاً: تواصل المرصد مع الصحفي معتصم دلول، الذي زود المرصد بمقطع فيديو يظهر فيه من قطاع غزة، ونفى المعلومات المضللة حول خروجه من غزة، وشرح سبب ظهور موقعه على منصة X وكأنه صادر من بولندا.
مقطع فيديو للصحفي معتصم دلول يظهر فيه من قطاع غزة، وينفى المعلومات المضللة حول خروجه من غزة، ويشرح سبب ظهور موقعه على منصة X وكأنه صادر من بولندا.
حيث قال: “أنه متواجد في قطاع غزة، ولم يغادره منذ عام 2011 سوى لمدة عام واحد فقط ليكمل تعليمه بالدراسات العليا بمجال الإعلام في لندن. ويعمل دلول منذ بدء الحرب على تغطية الأحداث ميدانيًا، وقد فقد خلال الحرب 49 فردًا من عائلته، من بينهم زوجته وثلاثة من أبنائه”.
وبخصوص ظهور موقع إقامته على منصة X في بولندا، أوضح دلول أن الاحتلال دمّر خلال الحرب شبكات الاتصال والإنترنت في القطاع، ما اضطر السكان لاستخدام الشرائح الإلكترونية (eSIM) للحصول على خدمة الإنترنت. وهذه الشرائح تأتي من مصادر مختلفة، منها الأوروبية ومنها شرق آسيا. أما الشريحة التي يستخدمها دلول فهي من نوع eSIM Plus، ومصدرها بولندا، لذلك يظهر عنوان الـIP الخاص بها كأنه من بولندا.
ثانيًا: الصورة التي يظهر فيها دلول مع امرأة في بولندا خضعت للتلاعب عبر إضافة وجه معتصم دلول إليها. إذ تعود الصورة الأصلية إلى حساب يحمل اسم iamdocgelo، الذي نشرها ضمن مجموعة صور من رحلته إلى بولندا بتاريخ 26/5/2025.
ثالثًا: نشر دلول مقطع فيديو عبر صفحته على منصة X بتاريخ 23/11/2025 نفى فيه الادعاءات التي تتحدث عن وجوده في بولندا، وأظهر في الفيديو مكان تواجده في قطاع غزة بين المنازل المدمّرة. وبتاريخ 24/11/2025 نشر مقطعًا آخر من بين الخيام في مدينة غزة، كما نشر بتاريخ 25/11/2025 مقطعًا ثالثًا يوثّق الأمطار والخيام داخل القطاع.



يجدر بالذكر أنه خلال الأسابيع الماضية تعرّض عدد من الصحفيين والحسابات الإخبارية الفلسطينية لحملة تضليل واسعة، استهدفت التشكيك في أماكن تواجدهم ومصداقية المحتوى الذي ينشرونه من داخل قطاع غزة. وتركّزت الحملة على إظهار معلومات “About this account” في منصة X، عبر مشاركة صور توحي بأن الحسابات تُدار من دول مختلفة خارج غزة مثل تركيا، أوروبا، أستراليا، وإندونيسيا، وبأن أصحاب هذه الحسابات ليسوا داخل القطاع. وشملت الحملة حسابات بارزة مثل Gaza Notifications، Times of Gaza، Martyrs of Gaza، Gaza Report، Palestine News، والصحفي محمد سميري.

هذه الحملات جاءت بالتوازي مع استهداف مباشر للصحفيين ومقارّهم خلال الحرب على غزة، وفي آخر تحديث لنقابة الصحفيين الفلسطينيين أعلنت عن استشهاد 255 صحفيًا وعاملًا في الإعلام منذ بدء الحرب، ما يجعلها الحرب الأكثر دموية ضد الصحافة في العصر الحديث.


