الصليب الأحمر لم يشارك بعملية نقل جثامين شهداء إلى قطاع غزة 

في شهر أيلول من العام الماضي 2024، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لجثامين داخل أكياس زرقاء، تم وضعها في شاحنة، وادعت حسابات حينها أن الصليب الأحمر هو استلمهم من الاحتلال، وفي التفاصيل قالت الحسابات إن “جثامين أكثر من 80 شهيد من قطاع غزة مجهولي الهوية لازالت موجودة في حاوية تجارية (كونتينر) أمام مستشفى ناصر بخانيونس، والصحة بغزة ترفض استلامهم من الصليب لعدم توفر معلوماتهم”. 

ومع تسليم حركة حماس لـ 3 جثامين لعائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس، أعادت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر الادعاء السابق بأن الصليب الأحمر يحضر جثامين الشهداء الفلسطينيين بأكياس زرقاء دون أكفان، داخل حاويات نقل بضائع، دون بيانات عن هوياتهم. 

كان مرصد كاشف في وقت سابق، قد تحقق من ادعاء استلام الصليب الأحمر لجثامين الشهداء الفلسطينيين من الاحتلال إلى غزة، بالتواصل مع مجموعة من المصادر:  

1. أوضحت وزارة الصحة في غزة في بيان لها، الخميس 26.9.2024، أن الاحتلال الإسرائيلي أرسل الأربعاء 25.9.2024 حاوية تحتوي على 88 جثة دون اي بيانات او معلومات يمكن الاستدلال بها على هوية وأصحاب الجثامين. وأضافت أنه تم تشكيل لجنة مختصة للتعامل مع الجثامين بما يليق بهم، واستلامهم اليوم تمهيدًا لدفنهم.

2. أكد إياد قديح مدير العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة في غزة لكاشف أن الجثث لم تصل إلى المجمع عبر الصليب الأحمر إنما عبر شاحنة، وأضاف أن وزارة الصحة في غزة حاولت إشراك اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإتمام عملية التنسيق مع الاحتلال للحصول على معلومات الجثث يمكن من خلالها الوصول إلى هويات أصحابها إلا أن اللجنة اعتذرت لعدم مطابقته للبروتوكول المعمول به في مثل هذه القضايا.

3. أكد مصور الفيديو المتداول، الصحفي حسن اصليح، للمرصد أن الصليب الأحمر لم يستلم الجثث وإنما الذي استلمها هو سائق شاحنة.

4. أكد محمد حمايل المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمرصد كاشف أن “لجنة الصليب الأحمر لم تشارك في أي مرحلة من مراحل نقل الجثث من إسرائيل إلى مجمع ناصر الطبي”. 

5. أضاف حمايل أن اللجنة تؤكد على ضرورة “التعامل مع أولئك الذين لقوا حتفهم أثناء نزاع مسلح بكرامة وإدارتهم بشكل سليم بموجب القانون الإنساني الدولي” موضحًا أن ” القانون يُلزم بالبحث عنهم، وجمعهم، وإجلائهم، مما يساعد على ضمان عدم اختفاء الأشخاص”. 

6. أفاد حمايل أن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر على استعداد لتسهيل نقل المتوفين كجزء من دورها كوسيط إنساني محايد إذا توصلت أطراف النزاع إلى اتفاق مسبق وبالتشاور مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

وبالتزامن مع تداول الادعاء حديثًا، أوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة 21.2.2025، أنها “لم نشارك في أي من عمليات نقل الجثامين من إسرائيل إلى غزة”. وقالت: “نحن مستعدون للقيام بذلك إذا توصلت أطراف النزاع إلى اتفاق مسبق يتيح لنا تنفيذها، بما يتماشى مع نهج عملنا في ضمان صون الكرامة الإنسانية”. 

جدير بالذكر أنه ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى، سلمت حركة حماس 3 جثامين لعائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس، وأوضح الناطق العسكري باسم جناحها العسكري أن الأسرى “كانوا جميعًا على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني بشكل متعمد”. 

وأفرجت اليوم السبت 22.2.2025، عن 6 أسرى، هم: إيليا ميمون اسحق كوهن، عمر شيم توف، عومر فنكرت، تال شوهام، أفيرا منغستو وهشام السيد.

فيما أوضح مكتب إعلام الأسرى أن الدفعة السابعة تضم إطلاق سراح 620 أسيرًا، 151 أسيرًا من المؤبدات والأحكام العالية، و445 أسيرًا من معتقلي غزة بعد السابع من تشرين الأول 2023، إضافة إلى 24 من الأسيرات والأسرى الأطفال. 

ونشر المكتب قائمة أسماء الـ 24 اسمًا من نساء وأطفال غزة، وقال إنه سيتم الإفراج عنهم ضمن الدفعة الدفعة الأولى مقابل الجثامين.