نشرت حسابات حديثًا على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر نتائج استطلاع رأي عبر القناة 12 العبرية حول قيام جنود الاحتلال باغتصاب الأسرى الفلسطينيين، وكان سؤال الاستطلاع هو: “هل تتفق مع الادعاء بأن الجندي مسموح له باغتصاب إرهابي؟”، وأرفقت الحسابات الصورة بالنص التالي: “استطلاع رأي عبر القناة 12: 47% من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين في السجون من قبل سجان إسرائيلي، مقابل 43% أجابوا لا”.
تحقق مرصد كاشف من صحة الصورة من خلال البحث بواسطة أداة “Google Images”، ووجد أن الصورة خاضعة للتلاعب وأن الادعاء مضلل، حيث نشرت صحيفة “هارتس” العبرية الصورة الأصلية بتاريخ 2023.10.2، وكان سؤال الاستطلاع على النحو التالي: “هل توافق مع الادعاء بأن الحكومة (حكومة نفتالي بينت و يائير لابيد) تستند على الإرهابيين (حزب منصور عباس)”.
وكانت هآرتس قد نشرت الصورة ضمن تقرير يحمل العنوان التالي: “قناة إخبارية إسرائيلية رائدة تعتذر عن استطلاع رأي مؤيدي الإرهاب”. بينما أرفقت الصحيفة الصورة بالوصف التالي: “طرح المحلل السياسي بالقناة 12، أميت سينغال، سؤال الاستطلاع في شهر مايو من عام 2022”.
أمام الكاميرات: اغتصاب أسير فلسطيني في “سيدي تيمان”
نشرت القناة 12 العبرية أول أمس الثلاثاء 6.8.2024 مقطع فيديو مسربًا من سجن “سدي تيمان” بصحراء النقب يوثق اعتداء جنود الاحتلال جنسيًا على أسير فلسطيني من غزة من خلال إدخال جسم ما في مؤخرته، ما أسفر عن نقله إلى المستشفى نتيجة إصابته بتمزق المستقيم وكسور في الضلوع وتمزقات في الأمعاء.
وأوضحت القناة أن الأسير لم يكن له أي دور في أحداث السابع من تشرين الأول الماضي، إنما هو ضابط شرطة في حركة حماس عمل في مكافحة المخدرات. وقالت القناة 12 إنه من الواضح أنهم (الجنود) على علم بالكاميرات الأمنية وكانوا يحاولون إخفاء أفعالهم بالدروع.
بينما أوضح موقع Ynet أن “في أيدي محققي الشرطة العسكرية بعض الأدلة التي تعزز الشكوك في أن مدربي السجون في خدمة الاحتياط ارتكبوا عملًا من أعمال اللواط ضد الأسير الذي كان محتجزًا”، وأضاف الموقع أن “تقريرًا طبيًا يشير إلى أن الأسير دخل المستشفى نتيجة إصابته بجروح خطيرة في الأرداف، وعانى من نزيف حاد بسبب الإصابة الخطيرة في فتحة شرجه التي يزعم أنها حدثت باستخدام أداة ما”.
ردة فعل الاحتلال الرسمية والشعبية
داهمت الشرطة العسكرية في دولة الاحتلال سجن “سدي تيمان” بتاريخ 29.7.2024، وأوقفت 9 من أصل 10 جنود مشتبه بهم في الاعتداء الجنسي على الأسير الفلسطيني. في المقابل دافع وزراء ومسؤولون في دولة الاحتلال عن هؤلاء الجنود.
قال ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في بيان إن “مشهد ضباط الشرطة العسكرية وهم يأتون لاعتقال أفضل أبطالنا في سدي تيمان ليس أقل من مخزٍ”.
وصرح وزير الطاقة إيلي كوهين في منشور على منصة “X”: “علينا جميعا أن نحتضنهم ونحييهم، وليس بالتأكيد أن نستجوبهم ونذلهم”.
بينما قال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية يولي أدلشتاين عبر منصة “X”: “جنودنا ليسوا مجرمين وهذه المطاردة الدنيئة لجنودنا غير مقبولة بالنسبة لي”.
في حين اقتحم مدنيون في دولة الاحتلال بمساندة العشرات من جنود الاحتياط معسكر “سدي تيمان”، واقتحم عشرات المتظاهرين بينهم جنود ملثمون المحكمة العسكرية في بيت ليد احتجاجًا على اعتقال الجنود المشبته بهم بالاعتداء على الأسير.
وجدد نادي الأسير الفلسطيني مطالبته لهيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة بإجراء تحقيق دولي محايد بشأن التعذيب الممنهج الذي يتعرض له الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون، والذي تم الكشف عن جزء منه عبر تسريبات إعلامية وعشرات الشهادات الموثقة من المؤسسات المختصة، مما استدعى إدانة ومحاسبة الاحتلال.